بدأت أمطار شديدة تهطل فجأة قبل منتصف الليل. كنتُ
أحيانا أستيقظ وأتأمل منظر الطريق السريع في الليل من بين ستائر الباص الرخيصة. تضرب قطرات المطر زجاج النافذة بعنف مصدرة صوتا، جاعلة أضواء أعمدة النور
المتراصة على طول الطريق تبرز. تستمر أعمدة الإضاءة إلى ما لا نهاية محتفظة بمسافة موحدة بين بعضها البعض وكأنها مسطرة تقيس العالم بأكمله. يدخل شعاع ضوء
جديد وفي اللحظة التالية يصبح شعاعا قديما ويرحل مغادرا خلف ظهري. وعندما انتبهت
كانت الساعة قد تخطت الثانية عشرة بعد منتصف الليل. أي جاء يوم عيد ميلادي الخامس عشر
وكأنه يُدفع به للأمام دفعا آليا.
قال الفتى الذي يُدعى كاراسو: "عيد ميلاد
سعيد"
قلتُ: "شكرا"
لقد أصبحت النبوءة ظلا يلازمني حيث أكون. تأكدتُ من أن
الحائط الذي بنيته حولي لم ينهار بعد، فأغلقت ستائر النافذة ونمت مجددا.