قارئ الرواية
ريونوسكيه أكوتاغاوا
ترجمة ميسرة عفيفي
من خلال خبرتي يمكن تقسيم قارئ الرواية الآن إلى ثلاثة أنواع على الأغلب؛ النوع الأول يقرأ محور تلك الرواية وحبكتها. ثم قارئ يحمل توقا إلى الحياة الموصوفة داخل تلك الرواية. وأحيانا أشعر بالدهشة تجاه ذلك.
وعلى أرض الواقع أعرف شخصا يعيش حياة بائسة ويعاني معاناة اقتصادية شديدة إلا أنه لا يحب إلا قراءة الرواية الشعبية التي لا يظهر فيها إلا الأغنياء والنبلاء. ليس هذا فقط، بل إن ذلك الشخص ليس لديه أدنى اهتمام بالروايات التي تصف حياة تشبه حياته.
والقارئ الثالث، على الضد من القارئ الثاني، لا يبحث في الروايات إلا عن الحياة القريبة من حياته هو شخصيا.
وأنا بالتأكيد لا أعتقد أن ذلك أمر سيء. إن تلك الرغبات الثلاث موجودة داخلي أنا شخصيا في نفس الوقت. فأنا أحب قراءة الروايات ذات الحبكة الشائقة. وبعد ذلك لا يمنع الأمر أن أحب قراءة روايات تصف حياة بعيدة عن حياتي الشخصية. وفي النهاية، بالطبع أحب قراءة الروايات القريبة من حياتي الشخصية.
ولكنني عندما أتذوق تلك الأنواع الثلاثة من الروايات، من المؤكد أن ما يقرر تقييمي لها ليس مشاعري بأي حال. وأنا أعتقد أنه إن كان ثمة اختلاف بيني (كقارئ) وبين قارئ الروايات العادي في المجتمع فهو هذا الأمر. وإن سُئلت عن الذي يقرر تقييمي للرواية، فالرد أنه لا شيء سوى عمق الأثر الذي تتركه لدي. وعلى الأرجح أن ثمة تأثير إلى حد ما بالطبع للحبكة الشائقة، وقرب أحداث الرواية من حياتي الشخصية أو بعدها عنها. ولكنني أؤمن أنه ما يزال ثمة شيء آخر يؤثر بخلاف تلك الأمور.
أي أن ذلك الأمر الآخر الذي يؤثر في جموع القراء هو ما يُسمى طبقة القراءة. أو ما يُسمى طبقة المعرفة الأدبية.
وتلك الطبقة على غير المتوقع ضيقة. والأرجح أنها أضيق بكثير من الغرب. أنا الآن لا أناقش صواب أو خطأ تلك الحقيقة. بل خطر لي فقط أن أتكلم قليلا عنها كحقيقة واقعة.
مارس ١٩٢٧
ليست هناك تعليقات:
إرسال تعليق